أثمرت المفاوضات التي أجراها وفد الجماعة الحضرية بطنجة عن اتفاق مع عمدة مدينة فيتوريا الإسبانية، على استرجاع القصر الموجود بوسط هده المدينة، والذي كان على وشك تفويته للمدينة الإسبانية على الرغم من أن الدوق دو طوفار، كان قد تبرع به لمدينة أحلامه، طنجة، قبل أزيد من ستة عقود، أيام كانت المدينة تتمتع بالوضع الدولي.
واجتمع أعضاء وفد طنجة بورثة المحامي السابق للجماعة الحضرية لطنجة، والذي ناب عن المدينة في تتبع مصير أملاك دو طوفار الموهوبة للمدينة، حيث تم التوصل إلى حل ودي يتنازل بموجبه ورثة المحامي عن جزء كبير من مطالبهم المادية، بحجة أن والدهم لم يكن يتوصل بأتعابه.
وكان ورثة المحامي ماريو بورواغا، يطالبون بقرابة 800 مليون سنتيم، غير أن المبلغ الذي تم الاتفاق عليه في النهاية هو في حدود 50 أو 60 ألف أورو، أي ما يعادل 75 مليون سنتيم.
ووفق المحامي الإسباني الحالي للجماعة الحضرية، فإن القصر تم استرجاعه في وقت كانت أطراف عدة تأمل الاستيلاء عليه، وهو ما كان سيشكل ضربة قوية لصورة واسم طنجة كمدينة لم تستطع الحفاظ على إرث موهوب لها.
وكانت الفترة السابقة قد حفلت بكثير من الأخطاء الفادحة من الطرفين، من جانب مسؤولي ومنتخبي طنجة ومن جانب المحامي الإسباني الراحل ماريو بورواغا، إلى درجة أن عددا من أملاك طنجة بيعت بطرق مافيوزية، وبقيت أملاك أخرى مهملة إلى درجة كبيرة، فيما لا تزال الكثير من أملاك دو طوفار الموهوبة لطنجة مجهولة المصير في عدد من المدن الإسبانية ومناطق أخرى من العالم مثل المكسيك.
وكانت الفترة الأكثر حلكة في تاريخ أملاك دو طوفار هي التي تكالب فيها مافيوزون من طنجة وخارجها على نهب أملاك النبيل الإسباني، ومن بين هؤلاء اللصوص أشخاص لا يزالون اليوم يمارسون مسؤوليات حساسة في طنجة وفي مدن أخرى، ومن هؤلاء اللصوص يوجد أعيان في طنجة صنعوا ثرواتهم المشبوهة عن طريق سرقة عقارات وأملاك وتحف دو طوفار.
ويعتبر القصر الذي تم استرجاعه في مدينة فيتوريا مجرد نقطة في بحر، حيث لا تزال هناك أملاك كثيرة يتم التستر عليها من طرف نفس المافيا التي سرقت ونهبت في السابق.
وفي الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أن استرجاع فصر فيتوريا نهاية المطاف، إلا أنه في الحقيقة يشكل البداية فقط.. بداية استرجاع ما بقي من أملاك الثري الإسباني الذي عشق طنجة فوهبها كل ما يملك، فتكالب اللصوص المغاربة على تلك الأملاك ووزعوها فيما بينهم.