طنجة أنتر:
ربما لم يحدث في تاريخ طنجة أن كانت على ما هي عليه الآن، ليس في مشاريع ما يسمى طنجة الكبرى، بل في مجال السيبة وغياب القانون وتواطؤ السلطات والمنتخبون مع الفساد والمفسدين، حتى لو كانوا من المواطنين العاديين.
في كل مناطق طنجة بلا استثناء، يسود منطق الغاب ويتم احتلال الفضاءات الخضراء والفضاءات العمومية، بما فيها الأرصفة التي وجدت أصلا لحماية الناس من المخاطر.
هذه الصورة، من حي النصر، بمنطقة بنديبان، ليست سوى الجزء الظاهر من مزبلة السيبة في هذه المدينة المنكوبة، التي يلعب فيها المال والفساد دورا محوريا، وحيث القانون يختفي مثل فأر أجرب عندما يظهر المال.
من الأكيد أن هذا الشخص الذي بنى هذه الحواجز الحديدية على الرصيف وعرض حياة آلاف الناس للخطر، ليس سوى مواطن بسيط يحلم بأن يكون طاغية، وربما تحقق له هذا الحلم حين دفع رشوة وشيد حواجز تمنع الناس من المرور على الرصيف بأمان.. والغريب أنه ما شافو لا مقدم لا قايد لا باشا لا كاتب عام لا مدير ديوان لا شؤون عامة لا شؤون خاصة لا والي.. والو..!
نعود لنقول إن هذه الصورة ليست سوى واحدة من آلاف مظاهر السيبة في طنجة، خصوصا خلال السنوات الأخيرة، حيث ساد منطق “بغيت ندبر على راسي” بين المنتخبين والمسؤولين، بينما لا يعرف سكان هذه المدينة المنكوبة إلى أي حد سيستمر إغراق طنجة بالفاسدين والقطاطعية.