طنجة أنتر:
في الوقت الذي تغرق فيه مناطق كثيرة من طنجة في الأزبال والفوضى، فإن استياء عارما يسود بين السكان بسبب الصراع المحموم بين المنتخبين حول اقتناص “الهموز”، إلى درجة أن كثيرين يصفون الوضع الحالي بطنجة بأنه غير مسبوق في مجال الفساد.
وتنتشر في طنجة الكثير من الحكايات حول المنافسة الشرسة بين المستشارين الجماعيين حول الظفر بالهموز، سواء فيما يتعلق بالرخص أو غير ذلك، حيث تحول عدد كبير من هؤلاء المنتخبين إلى سماسرة يتجولون بين الأحياء والمقاهي لملء جيوبهم بأموال الفساد، وكل منتخب يرفع شعار “أنا جيت باش ندبر على راسي”.
ومقابل هذا الصراع المحموم في مجال الفساد، فإن مظاهر التردي في المدينة بادية للعيان، حيث تنتشر الحفر في كل مكان وتحولت الأرصفة إلى كمائن للعابرين واستولى أصحاب المقاهي والمتاجر على الفضاءات العمومية وانتشرت الأزبال في كل مكان، بما فيها الأماكن السياحية، إلى غير ذلك من مظاهر التردي الكبير في مدينة توصف بأنها القلب الاقتصادي النابض للمغرب.
والمثير أن الكثير من سكان طنجة صاروا يترحمون على أيام حزب العدالة والتنمية الذي كان “يحكم” المجالس والمقاطعات بطنجة بأغلبية مطلقة، في الوقت الذي أفرزت الانتخابات الماضية خليطا من “العرارم” حيث يتنافس منتخبو الأحزاب، مع استثناءات قليلة، في جمع المال عوض خدمة المدينة.
وفي ظل هذه الفوضى، فإن الغائب الأكبر في المدينة هو الوالي مهيدية، الذي كان يفترض أن يفرض سلطته في ظل هذا التردي الكبير، ويعيد بعض الطمأنينة إلى سكان المدينة الذين يرون المنتخبين وهم يتسابقون نحو الهموز من طلوع الشمس إلى أذان الفجر.
لكن واقع الحال يشي بأن ولاية طنجة لا تبدو مهتمة كثيرا بما يجري، بل إن الحديث يدور مؤخرا حول رخص غريبة خرجت مباشرة من ولاية طنجة، واستفاد منها أشخاص مثيرون للجدل، وهو ما يجعل السكان يفقدون ثقتهم في الجميع، وهذا أخطر ما يمكن أن يحدث.