طنجة أنتر:
في مجزرة تحكيمية مقرفة، حجز الوداد البيضاوي مقعدا له في ربع النهائي، عقب (انتصاره) على اتحاد طنجة بالضربات الترجيحية، في المباراة التي جرت أطوارها ما بين الأربعاء والخميس بعد تجاوزها منتصف الليل، على أرضية ملعب طنجة الكبير، لحساب ثمن نهائي كأس العرش.
ولعب حكم المباراة عدة أدوار في هذا الفيلم، حيث كان البطل واللص في نفس الوقت، وقاد الوداد إلى انتصار على الأخلاق الرياضية التي تمنع الحكم من ممارسة دور رأس حربة في الهجوم وأن يكتفي بالتحكيم فقط بين فريقين.
وبدأ اتحاد طنجة المباراة في جولتها الأولى بدون مقدمات، بعدما تمكن من افتتاح التهديف منذ الدقيقة الخامسة بقدم اللاعب سفيان المودن، بتسديدة من خارج مربع العمليات، لم تترك أية فرصة للحارس يوسف المطيع للتصدي، في حين وجد الوداد الرياضي نفسه متأخرا في النتيجة، أمام فريق يحتل الرتبة الأخيرة في منافسات البطولة الاحترافية، وهذا ما دفع الحكم إلى التواطؤ مع الوداد على اعتبار أن فريقا في الصفوف الأولى لا يمكنه أن ينهزم أمام فريق يحتل الصف الأخير!.
وحاول الوداد الرياضي إدراك التعادل من خلال المحاولات التي أتيحت له خلال دقائق الجولة الأولى، إلا أن كل فرصه باءت بالفشل، جراء تسرع اللاعبين في اللمسة الأخيرة، ناهيك عن الوقوف الجيد للحارس غايا مرباح، الذي كان سدا منيعا لكل الكرات التي اتجهت نحوه، في الوقت الذي تفنن فيه لاعبو اتحاد طنجة في تضييع الفرص السانحة للتهديف التي أتيحت لهم، وكان بإمكانهم أن يثقلوا مرمى الوداد بالأهداف، وأن يرسلوا الحكم إلى عيادة نفسية.
وحاول الوداد إدراك التعادل بشتى الطرق الممكنة من خلال المحاولات التي أتيحت له في الجولة الثانية، إلا أن غياب الحلول وتراجع مستوى جل لاعبي الفريق، ناهيك عن تسرع البعض في إتمام الهجمات، حال دون تحقيق المبتغى، فيما واصل اتحاد طنجة اندفاعه ومناوراته بين الفينة والأخرى، أملا في إضافة الهدف الثاني، دون تمكنه من ذلك.
ولم يفلح الفريقان في تحقيق ما يصبوان إليه في 45 دقيقة الثانية، وفي الوقت الذي كانت المباراة تتجه إلى النهاية بانتصار اتحاد طنجة وتأهله إلى ربع النهائي، طبق الحكم نظرية “حتى تماركي الوداد”، وبالفعل تمكن الوداد غير الرياضي من تعديل النتيجة عن طريق أيمن الحسوني من ضربة جزاء مشبوهة، منهيا اللقاء بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، انتقل على إثره الفريقان إلى الشوطين الإضافيين.
وبقيت الأمور على ماهي عليه في الجولتين الإضافيتين، ما جعل المباراة تنتهي في أشواطها الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، انتقل على إثره الفريقان إلى الضربات الترجيحية، التي منحت التأهل للوداد الرياضي إلى ربع نهائي كأس العرش، في مجزرة تحكيمية قل نظيرها.