طنجة أنتر:
أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز، أنس الأربعاء، بدور المغرب كحليف “أساسي” في مواجهة الهجرة غير الشرعية، وذلك في ظل انتقادات يتعرّض لها من المعارضة وبعض حلفائه الذين يعتبرون أن مدريد تقدّم الكثير من التنازلات لصالح الرباط، سانشيز في كلمة أمام مجلس النواب الإسباني قال إن المغرب “حليفا أساسيا لأمننا وللهجرة المنظّمة إلى بلادنا والقارة الأوروبية”.
واستشهد بالأرقام والإحصائيات التي تعرف تراجع عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، وقال “أعتقد أن الأرقام تتحدث عن نفسها: الممر الأطلسي (في اتجاه أرخبيل جزر الكناري) هو الطريق الوحيد الى أوروبا، حيث يسجّل عدد المهاجرين غير الشرعيين تراجعا، في خضم زيادة عامة في حجم الهجرة غير الشرعية الى القارة الأوروبية”.
كما قدّم سانشيز أرقاما عن الأشهر الثلاثة الأولى من 2023، تظهر تراجع عدد المهاجرين غير الشرعيين الآتين الى جزر الكناري بنسبة 63%، بينما زادت أعداد الواصلين الى اليونان وإيطاليا في الفترة نفسها بنسبة 95 و300 % تواليا، مُجدداً دفاعه عن خريطة طريق جديدة تطبع العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، مشددا في الوقت ذاته على أن “المغرب حليف أساسي لأمن إسبانيا”.
وتحدى سانشيز خصومه السياسيين، خلال جلسة الكونغريس الإسباني، بشأن العلاقات الثنائية مع المغرب، وقال “أتحدى أولئك الذين يريدون تطبيق سياسة بديلة أخرى في العلاقة مع المغرب أن يشرحوها للإسبان، والقول ما إذا كانت متوافقة مع برنامج تعميق العلاقة الاستراتيجية، لأن الأمر يتعلق بأمن إسبانيا، وليس فقط سبتة ومليلية ولكن أيضًا لجزر الكناري والأندلس”.
وعكست وزيرة العمل يولاندا دياز تباين الآراء مع سانشيز، بوصفها المغرب بـ”ديكتاتورية” خلال لقاء تلفزيوني الأحد الماضي، حيث أكدت الوزيرة، التي أعلنت مؤخرا ترشحها لرئاسة الوزراء، أنها ستعود “من دون أدنى شكّ” عن الاتفاق بين حكومة سانشيز والمغرب بشأن الصحراء، بحال فوزها في الانتخابات المقررة أواخر هذا العام.
ودافع سانشيز عن الاتفاقات التي تم توقعيها في الاجتماع الأخير، الذي جمعه بنظيره عزيز أخنوش في الرباط فبراير الماصي، لافتا إلى أن هذه الإتفاقيات جاءت نتيجة “مناخ التعاون جديد”، بين البلدين، مشيرا إلى “إدارة مشتركة وفعالة للحدود المشتركة بين البلدين، إلى جانب إعادة تنشيط الربط الجوي والبحري، واستئناف فتح المعابر الجمركية بشكل تدريجي مع كل من مدينتي مليلية وسبتة”.
وتلقى سانشيز انتقادات كبيرة من لدن المعارضة، أولها من سانتياغو أباسكال، زعيم حزب Vox اليميني المتطرف، المعروف بالعداء للمهاجرين، متهما إياه بعدم الرد على الأسئلة التي طُرحت في مجلس النواب حول العلاقات الإسبانية المغربية، وقال “سيكون من الجيد لسانشيز أن يجيب على أسئلة أبسط وأكثر تحديدًا: ما الذي دفع إلى التغيير في سياستنا الدولية على الحدود الجنوبية دون استشارة أي شخص على الإطلاق ضد حكومته إلى جانب البرلمان”.
وبدورها، هاجمت المتحدثة باسم الحزب الشعبي، كوكا كامارا، رئيس حكومة بلادها بشأن مكاتب الجمارك في مدن سبتة ومليلية التي بحسبها، لا تزال مغلقة بعد أكثر من عام.