طنجة أنتر :
الذين درسوا في كتاب إقرأ أو الفصحى، لأحمد بوكماخ، يتذكرون قصة أحمد والعفريت، التي رأى فيها أحمد عفريتا يرقص فسأله: ماذا هذا.. هذا ماذا؟!
الطنجاويون الذين شاهدوا هذه الساحة، التي كانت محطة طرقية قرب رياض تطوان، يكررون نفس السؤال، لأنهم لم يفهموا المقصود بها، هل هي حديقة أم مستودع سيارات أم مطارا أم مستودعا للسلع أم مدارا لنزول الهليكوبتر.. وهناك من اعتبرها مجرد حجر الأساس لبناء العمارات لاحقا، لأن لا أحد يستطيع مواجهة لوبي وحوش العقار في هذه المدينة الشهيدة.
لكن الرأي الغالب في طنجة حاليا يقول إنها قد تكون بقايا مدينة أثرية من العهد الفينيقي، وآخرون يرجحون أنها المدينة المفقودة أطلنتيس، بعد أن انحسر عنها البحر، ورأي ثالث يقول لا هذا ولا ذاك، بل يعتبرها أولى ثمرات دراسة الهندسة عن بعد، والفضل في كل ذلك للوالي محمد مهيدية، الذي قرر أن يمنح سكان طنجة هدية خاصة قبل رحيله، والرحيل مرتقب قبل عيد الأضحى.. والله أعلم.
وبما أن الهدية لا ترد، فإن سكان طنجة يشكرون الوالي على هديته العجيبة، ويتمنون فقط أن يعقد المهندس، أو المهندسون، ندوة صحافية ليشرحوا فيها للناس معنى وفلسفة هذه الساحة، لأن البعض يشكون في كونها قد تكون محطة للاتصال بالعالم الخارجي وسكان الفضاء، وهذا يهدد أمن البلد.
عموما.. لقد بدؤوا اللعب في طنجة منذ زمن طويل، وهذا مجرد فصل إضافي من اللعب والعبث.. وقديما قال إسباني حكيم.. pobre Tánger!