وأشرف والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية، رفقة عامل إقليم العرائش، العالمين بوعاصم، ورئيس مجلس الجهة، عمر مورو، ورئيس المجلس المديري لشركة “‘ميد زيد” التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، محسن السمار، وعدد من المسؤولين المحليين، على إعطاء انطلاقة أشغال هذا المشروع المهيكل الرامي إلى تثمين الإنتاج الفلاحي على مستوى سهل اللوكوس.
ويمتد القطب الفلاحي، الذي يشكل موضوع اتفاقية بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات و وزارة الصناعة والتجارة و وزارة التجهيز والماء و وزارة الداخلية و وزارة الاقتصاد والمالية والوزارة المنتدبة المكلفة بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية ومجلس وولاية الجهة ومجموعة القرض الفلاحي بالمغرب، على مساحة إجمالية تصل إلى 150 هكتارا، باستثمار بتكلفة إجمالية تناهز 457 مليون درهم.
ويهدف هذا المشروع إلى تنظيم قطاع الصناعات الفلاحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة ، وتعزيز تثمين المنتوجات الفلاحية، وإنعاش تنافسية مقاولات الصناعات الغذائية، وكذا توفير إطار متميز للفاعلين الصناعيين الوطنيين والدوليين، من خلال تسهيل الولوج إلى العقار المهيأ والملائم.
ويتكون القطب الفلاحي اللوكوس من أربعة فضاءات، “فضاء الصناعات الغذائية”، الذي سيخصص للأنشطة الصناعية وكذا الصناعات الملحقة والنقل والتخزين والمعارض، و”قطب التكنولوجيا” المكون من مشتل للمقاولات ومعاهد التكوين ومركز للابتكار، و”قطب الخدمات”، الذي سيضم منشآت الخدمات والاستغلال، بالإضافة إلى “قطب الجودة”، الذي ستنجزه وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على مساحة 2 هكتار.
باستثمار إجمالي يقدر بـ 80 مليون درهم، سيضم “قطب الجودة” مختبرات المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمعهد الوطني للبحث الزراعي و “موروكو فوديكس” (المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات)، وكذا المركز الجهوي للمقاولين الشباب، بالإضافة إلى الفضاءات المشتركة، حيث يهدف إلى توفير مواكبة عن قرب للمنتجِين، من أجل تحسين جودة منتجاتهم وتقديم خدمات التحليل والمراقبة لولوج الأسواق في أفضل الظروف.
وسيمكن القطب الفلاحي اللوكوس من تحسين تثمين وتحويل المنتوجات الفلاحية بالجهة، كما سيشكل قيمة مضافة حقيقية للتنمية الفلاحية الشاملة والمستدامة، ورافعة أساسية للتشغيل بالجهة، من خلال إحداث أكثر من 12 ألف منصب شغل وتحقيق رقم معاملات يناهز 4 ملايير درهم في السنة.
بهذا الخصوص، أبرز محسن السمار أن مشروع القطب الفلاحي اللوكوس يعتبر فضاء من الجيل الجديد سيسمح ببلورة الاستثمارات في مجال الصناعات الفلاحية، في بيئة تضمن التنافسية، بفضل بنياته التحتية التي ستكون مطابقة للمعايير الدولية.
وأشار إلى أن القطب سيضم فضاء الجودة ستسهر على تدبيره وزارة الفلاحة لتقريب كل المؤسسات ذات الصلة بمنح التراخيص المتعلقة بمراقبة الجودة والصادرات، إلى جانب قطب تكنولوجي بمثابة فضاء للتكوين، حيث سيتم احتضان المشاريع الواعدة وبلورة الأفكار المبتكرة ذات القيمة المضافة التكنولوجية، مبرزا أن شركة “ميد زيد” شرعت في اتصالات مع أزيد من 50 مستثمرا محتملا للاطلاع على حاجياتهم في أفق حصولهم على الموافقة الضرورية لبناء وحداتهم بالموازاة مع إنجاز القطب.
من جهته، أشار عمر مورو إلى أنه قد أعطيت اليوم الانطلاقة الفعلية لأشغال إنجاز القطب الفلاحي، وهو المشروع المهيكل الذي انتظره الفاعلون المحليون منذ أزيد من 10 سنوات، معتبرا أنه بفضل إرادة كافة المتدخلين سيتم إخراج المشروع للوجود، والذي سيستقبل مجموعة من الوحدات الصناعية المتخصصة في الصناعات الغذائية والفلاحية.
واعتبر أن هذا القطب سيشكل منظومة متكاملة تروم الرفع من قيمة الإنتاج وهيكلة سلاسل الإنتاج على صعيد الجهة، مبرزا أن الشطر الأول الممتد على مساحة تصل إلى 50 هكتارا سينجز خلال 8 أشهر، كما أن الاتصالات مع المستثمرين المحتملين قد انطلقت فعليا.
بدوره، اعتبر المدير الجهوي للفلاحة بطنجة-تطوان-الحسيمة، محجوب لحرش، أن القطب الفلاحي باللوكوس، الذي سيمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 150 هكتارا، يعتبر منصة ستحتضن العديد من وحدات تثمين وتحويل المنتوج الفلاحي، مبرزا أن القطب، الذي يندرج في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، يكتسي أهمية قصوى بالنظر لأبعاده الاستراتيجية.
وذكر بأن استراتيجية “الجيل الأخضر” تسعى إلى بلوغ هدف تحويل أكثر من 70 في المائة من المنتوج الفلاحي، معتبرا أن المشروع فرصة للشركات الوطنية والدولية للاستثمار بمنطقة العرائش الغنية بالمنتوجات الفلاحية وبسلاسل الانتاج ذات القيمة المضافة العالية”.
يذكر أن هذا القطب الفلاحي اللوكوس يندرج ضمن برنامج 7 أقطاب فلاحية في 6 جهات والتي تكون دعامات تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، في فبراير 2020.
