طنجة أنتر:
طنجة صارت لا تطاق في أشياء كثيرة، والذين يسمونها طنجة الكبرى لا يعرفون أن المدينة صارت فعلا كوبرا..!
من بين معالم الضياع في هذه المدينة هو تحول السياقة إلى جحيم، وصار ذو حظ عظيم هو من يستطيع الإفلات من المتاهات في وسط المدينة حينما تتحول مئات السيارات إلى مجرد خردة ما دام أنها لا تجد طريقا سالكة!
اليوم، صار كثيرون يفضلون المشي وترك سياراتهم مركونة قرب منازلهم لأن ذلك يكون أهون بكثير من السقوط في فخاخ شلل السير في عدد كبير من مناطق المدينة، وصارت السيارات في طنجة تصلح لشيء واحد فقط، وهو السفر.
وفي مقبل السنوات لا أحد يمكنه أن يتخيل ما سيصبح عليه حال المدينة مع كل هذه السيارات التي تتقاطع في طرقات مثل فئران مذعورة، وكثير من السائقين يحتاجون إلى مستشفيات للأمراض العقلية.
وسط كل هذه القتامة، هناك أشياء تعيدنا إلى الماضي المجيد لهذه المدينة، مثل تلك السيارات العتيقة والجميلة التي تذكرنا بأن السياقة في طنجة كانت متعة حقيقية، قبل أن تتحول إلى جحيم.
وهذه السيارة التي تظهر في الصورة تبدو مثل زهرة مبهجة وسط طوفان من “الحديد” الذي لا معنى له! إنها سيارة تسافر بنا في الزمن وتذكرنا مجددا بأن جمال المدن ليس في كل هذا، بل في قدرتها على إسعاد سكانها.. وطنجة حاليا تقتل سكانها ببطء.