صار مؤكدا أن مشاكل فندق “المنزه” أعرق فنادق طنجة، والذي خفضت وزارة السياحة في إجراء عقابي تصنيفه من 5 نجمات إلى 3 فقط، أكبر من غياب شروط السلامة الصحية في المطبخ، وحسب مصادر مطلعة فإن الأمر يشمل كل جنبات الفندق الذي يحتاج لمبالغ ضخمة من أجل إنقاذه، وهو الأمر الذي جعل إدارته تشرع في طرد العمال، بحجة الحاجة لسيولة مالية.
ووفق مصادر مطلعة فإن اللجنة التي زارت الفندق التابع للمجموعة العالمية “روايال” وقررت تخفيض تصنيفه، رصدت بالفعل مشاكل عديدة على مستوى المطبخ من شأنها الإضرار بصحة الزبائن، لكنها أيضا اكتشفت خروقات أخرى داخل الغرف متعلقة بنظام التهوية والتدفئة وسلامة البناء، الأمر الذي دفعها إلى تخفيض تصنيف الفندق بنجمتين، وإلزامه بتصحيح تلك الاختلالات إن هو أراد استرجاع تصنيفه القديم.
وأوردت مصادر مطلعة أن القيمة الكلية للأموال التي يحتاجها الفندق للتمكن من تصحيح تلك الاختلالات تقارب 4 ملايير سنيتم، حيث يحتاج إلى استبدال تجهيزات المطبخ التي يعمل بها منذ التسعينات بأخرى حديثة تتوفر فيها معايير السلامة، بالإضافة إلى ترميم الغرف والأجنحة بكاملها، وبعد كل ذلك عليه انتظار زيارة اللجنة المعنية من أجل التحقق من مدى تطبيقه للشروط.
ومن ناحية أخرى أكدت مصادر مطلعة أن الإدارة شرعت بالفعل في طرد المستخدمين بحجة عدم توفرها على السيولة المالية الكافية، وبدأت بأصحاب العقود المحدودة حيث أخطرتهم بضرورة الاستعداد للرحيل، وتوقعت المصادر ذاتها أن يشمل الفصل موظفين آخرين، موردة أن الإدارة تتعلل بتراجع المداخيل نتيجة العقوبة التي طالت الفندق، والتي شملت تخفيض أثمنة المبيت، بالإضافة إلى التأثير على سمعته بعد التطرق للموضوع إعلاميا.
ويعد هذا الموقف الحرج التي تورطت فيه أعرق مؤسسة فندقية في طنجة نتيجة طبيعية للطريقة التي يتعامل بها مدير الشركة المالكة له، العراقي لؤي الطريحي، مع الإداريين والمستخدمين، حيث عانى الفندق كثيرا بعد طرد العشرات من الموظفين أصحاب الخبرة والتجربة الطويلة، دون حتى تمكينهم من مستحقاتهم، ما دفعهم للتوجه للقضاء تارة والاحتجاج أمام الفندق تارة أخرى.