طنجة أنتر:
توقعت شركة سنترال دانون انخفاضا حادا في نتائجها السنوية لعام 2018، وذلك جراء سنة صعبة جدا طغت في معظم شهورها حملة مقاطعة منتجات الشركة، وهو ما أفلح بشكل كبير في الدفع بالشركة إلى التحرك أكثر من غيرها من الشركات التي صوبت نحوها ما يمكن أن يوصف بمدافع حملات المضربين في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت سنترال دانون بخصوص وضعها هذا أنها تواصل تنفيذ استراتجيتها الرئيسية، رغم أن حملة المقاطعة فرضت عليها الاستجابة لمطالب المستهلكين، وهو الأمر الذي أعلنت عنه بمناسبة عملية الاندماج والاستيعاب الكامل لفرع الشركة أجبان دكالة.
وبخصوص عملية الاندماج التي مكنت من الاستيعاب الكلي لأجبان دكالة من طرف الشركة الأم، تم النظر في المذكرة الخاصة بمعلوماتها من طرف الهيئة المغربية لسوق الرساميل في 14 من دجنبر الجاري. والجدير بالذكر في هذا السياق، أن هذه العملية لن تعتبر تمددا لشركة سنترال دانون، مادامت المجموعة تملك فعليا كل الأسهم المكونة لرأس مال الفرع المُمتَص.
ويسعى الفرع المغربي لشركة دانون الفرنسية من خلال هذه العملية، إلى خلق نوع من التلاحم بين هياكل المجموعة ومواردها البشرية والمالية وأيضا المادية، خاصة بعدما شهدت سنة عصيبة، تلقت فيها الشركة ضربات موجعة أثرت بشكل واضح في رصيد حساباتها.
وقالت إدارة سنترال دانون بهذا الخصوص، إن الاندماج الذي تم الإقدام عليه، سيقلل من تكاليف التشغيل وإدارة شركات المجموعة من جهة، ومن جهة أخرى سيسمح باستخدام أكثر عقلانية لموارد المجموعة.
وجاء في المذكرة الخاصة بالعملية التي جمعت الشركة الأم وفرعها أجبان دكالة، أن الدمج يدخل في إطار استراتيجية تتمحور توجهاتها الرئيسية حول عدة محاور. وتنقسم التوجهات السابق ذكرها إلى ستة أقسام، ففي مرحلة أولية سيُراد تحقيق تكامل إنتاجي، لتنمية قطاع الألبان في المملكة، خاصة عبر تنفيذ مشاريع شراكات طويلة الأمد مع مالكي المواشي.
ثانيا العمل على الالتزام بتقديم منتجات مستمرة في احترام معايير الجودة، وتكون في متناول المستهلكين في السوق المغربي، حسب إدارة دانون.
ثالثا العمل على تطوير استهلاك المنتجات الخاصة بمشتقات الحليب في المغرب، باعتماد استراتيجية تسويق وبيع أكثر فاعلية.
رابعا العمل على تحسين تكاليف الإنتاج والتوزيع، عن طريق برنامج شامل وواسع، يركز على شكل الإنتاج والكفاءة التشغيلية فيه.
خامسا سيطاق التركيز على تصدير المنتجات نحو دول جنوب الصحراء الإفريقية، وأخيرا العمل على تطوير المنتجات الخاصة بالأطفال والرُضّع.
ويبدو من خلال إعادة النظر في المحاور السابق ذكرها، أن مجموعة إنتاج الألبان التي اعتبرت رائدا وطنيا لسنين طويلة في المغرب، ظلت خلال شهور طويلة تعيد النظر في مخططاتها وملاءمتها مع الظروف الصعبة التي عاشتها في 2018، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتركيز على منتجات الأطفال والتخطيط للتوسع جنوب المغرب، إذ يبدو بوضوح أن الرهان على المستهلك في المغرب مازال مستمرا، لكن التوسع في الأسواق قد يساعد على تقليل الأضرار الناجمة عن سوق رئيسي.